للجواب نقول:
أما لماذا المتزوجون والمقبلون على الزواج مستهدفون بالذات؟..
فذلك لأن أصل تلك الأدواء من عمل الشيطان، قال تعالى:
{ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}..
لقد كان هاروت وماروت ساحرين يعلمان الناس السحر،
وكان مما يعلمانه ما يفرقون به بين المرء زوجه،
وهذا في الأصل من صنيع الشياطين، فالشياطين
هي أرباب السحر ومزودي السحرة بالخدمة، قال تعالى:
{ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان
وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}..
وقد جاء النص في الكشف عن حرص إبليس البالغ على
إفساد العلاقات الزوجية، بحيث إنه العمل المفضل له،
والمقرب إليه من أتباعه من ينجح في مثل تلك المهمة..
روى مسلم من حيث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا
فيقول إبليس: لا والله، ما صنعت شيئا.
ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله
فيقربه ويدنيه ويلتزمه، ويقول: نِعْم أنت)
فالشيطان يستخدم كل الطرق الممكنة لمنع الزواج أو إفساده، وقد استخدم لذلك طرقا كثيرة، منها:
1- إلقاء حب الدنيا في قلوب الناس والتفاخر بها، فذلك حملهم على تعسير أمور الزواج، رغبة في البهرجة والزينة البالغة، وحديث الناس، فبالغوا في المهور، واشترطوا شروطا ليست في كتاب الله، وليست من العقل، من دار واسعة، وأثاث فاخر، وحفل كبير، ونفقات كثيرة، حتى تعسر الزواج على كثير من الشباب..
2- ومنها: السعي في إخراج المرأة من بيتها، للعمل والتسوق والنزهة والزيارة، وغير ذلك.. فتركت المرأة قرارها في البيت، وصار الأصل عندها الخروج، كالرجل تماما، مخالفة بذلك الفطرة والعقل وأمر الله تعالى، وكان من جراء ذلك أن صارت المرأة العاملة مستغنية بعملها عن الزواج، فتأخر زواجها، وإذا ما تزوجت فشل زواجها بسبب أنها عاملة، والرجل في العادة يريد السكون في البيت، والسكن قد لا يتحقق في ظل عمل المرأة..
ثم مجرد خروجها الدائم سبب في انتشار الفتنة في المجتمع، فيكثر المتربصون بها من الرجال، الساعون للإيقاع بها، فكم من فتاة وقعت فريسة وهتك عرضها، ومن ثم كان ذلك سببا في بقائها بلا زواج..